للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال: "ليس منا من مات على عصبية وليس منا من دعا إلى عصبية" (١).

والرسالة المحمدية وفت بحاجة الإِنسانية جميعًا فيما يصون وحدتها ويرعى إنسانيتها ويحمي أفرادها، وكذلك النظم والتشريعات التي تجعل الإنسانية على حد سواء لا فرق بين أسود وأبيض ولا عربي وأعجمي (٢).

والرسالة الإِسلامية جاءت ميسِّرة لا معسِّرة، وبينت بأن هذا الدين يسر، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "إن هذا الدين يسر ولن يشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه" (٣) وللإِسلام مُثُلُه وميزاته التي لا حصر لها, ولو استطعنا أن نلم بها لاحتجنا إلى مجلدات حتى تفي بهذا الغرض، ولكن يكفي أن نقول إن الله سبحانه وتعالى عندما جعله خاتم الأديان ونبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء إشارة لنا بأن هذا الدين وهذه الرسالة عامة شاملة لكل الإِنس والجن، ولكل زمان ومكان، لما فيها من العالمية والسمو والسعة ما ليس في غيرها من الشرائع السابقة، مما جعلها صالحة لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وصدق الله إذ يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣].

...

**

*


(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الأدب باب العصبية ٥/ ٣٤٢ وحسنه السيوطي في الجامع الصغير انظر فيض القدير ٥/ ٣٨٦.
(٢) الدعوة الإِسلامية دعوة عالمية لمحمد الراوي ص ٤٦.
(٣) أخرجه البخاري انظر فتح الباري ١/ ٩٣ كتاب الإيمان باب الدين.

<<  <   >  >>