للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عموم الأزمان والإِلقاء، فتعمّ الملقون الذين جاءتهم الرسل" (١).

٨ - جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب".

وفي رواية أخرى: "وما أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، وما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" (٢).

ووجه الدلالة في هذا الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى يقبل العذر من عباده، لذا أرسل الرسل إليهم منذرين ومبشِّرين وأنزل الكتب ليقطع الحجة عليهم.

وأهل الفترة معذورون لعدم إرسال الرسل إليهم، لذا فهم في الجنة.

والقول الثاني: وهو أن من مات ولم تبلغه الدعوة فهو في النار.

قال به المعتزلة (٣) وجماعة من الحنفية الماتوريدية (٤) -قالوا بأنهم مكلفون وإن لم يرسَل إليهم رسول، وعليهم أن يستدلوا بعقولهم، فما استحسنه العقل فهو حسن، وما قبحه العقل فهو قبيح. وإن الله سبحانه يعذب في النار من لم يؤمن وإن لم يرسَل إليه رسول لقيام الحجة عليه بالعقل، وهذا يدل على أن هناك ثوابًا وعقابًا قبل بلوغ الدعوة وبعثة الرسل.


= روي أنه سمع النحو من أربعمائة شخص، له من المصنفات العديد وأهمها البحر المحيط. انظر (طبقات المفسرين للداوودي ٢: ٢٨٦).
(١) البحر المحيط ٨/ ٢٩٦ أبو حيان.
(٢) أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب لا شخص أغير من الله ١٣/ ٣٩٩.
(٣) جمع الجوامع -السبكي- ١/ ٦٢.
(٤) جمع الجوامع -السبكي- ١/ ٦٢.

<<  <   >  >>