للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء" (١).

وجه الدلالة من هذا الحديث الشريف: أن الله سبحانه وتعالى فطر خلقه على الإِسلام {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: ٣٠].

فإذا مات على تلك الفطرة أي قبل أن يهوِّده أو ينصِّره أو يمجِّسه أبواه مات مسلمًا ودخل الجنة.

٤ - عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سألت ربي اللاهين من ذرية بني آدم أن لا يعذبهم فأعطانيهم" (٢).

وجه الدلالة من هذا الحديث أن عدم تعذيبهم يدل على أنهم في الجنة.

٥ - عن سمرة (٣) بن جندب أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وأنه قال لنا ذات غداة: إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما .... إلى أن قال فأتينا على روضة معتمة فيها من كل لون الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولًا في السماء، وإذا حول الرجل أكثر ولدان رأيتهم قط ....


(١) أخرجه مسلم انظر (النووي كتاب القدر باب حكم موتى المشركين ١٦/ ٢٠٧).
(٢) رواه أبو يعلى من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح، غير عبد الرحمن بن المتوكل وهو ثقة انظر (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٧/ ٢١٩).
(٣) هو سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، أبا سليمان، كان من حلفاء الأنصار قدمت به أمه بعد موت أبيه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعرض عليه غلمان الأنصار فعُرض عليه سمرة فردّه فقال له سمرة: رددتَني وأجزتَ فلانًا ولو صارعته لصرعته. فأجازه النبي -توفي سنة ٦٠ هـ انظر: (الإصابة ٢/ ٧٨).

<<  <   >  >>