حيث أن واجب الدعوة واجب على المسلمين وجوب كفاية حتى تقوم به جماعة تحقق قول الله تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران: ١٠٤] وقوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ}[التوبة: ١٢٢].
وقد بيّن الباحثُ الوسائلَ التي أتاحها الله للمسلمين في عصرنا والتي تسهل لهم مسؤولية البلاغ وإيصال الحقائق للبشر عن طريق وسائل الإِعلام والأقمار الصناعية والكلمة المقروءة والمسموعة وعمليات الاتصال الجماعي والفردي.
ولم ينس الباحث أن يقدم في نهاية بحثه مقترحات عملية للمنظمات والحكومات والجامعات الإِسلامية، حتى تقوم كل جهة بواجبها المقدس الذي يبرِّئها أمام الله سبحانه وتعالى، ومنطلَق ذلك كله معرفة الإِسلام معرفة صحيحة بعيدة عن البدع والأهواء.
والبحث بصورة عامة يلبي كما قلتُ حاجةً في المكتبة الإِسلامية، ويمثل لبنةً من لبنات البناء الفكري للإِنسان المسلم.
وإذا كان الباحث قد سُبق إلى طرح كثير من القضايا التي تناولها في كتب الفقه والتفسير والدعوة؛ فإن الفضل له بعد الله سبحانه وتعالى وهدايته في إفراد هذا الموضوع ببحث يكون مرجعًا لطلاب العلم وناشدي الحقيقة، أسال الله أن يجزيَه خيرَ الجزاء وأن يعمّنا معه بفضله وإحسانه ومغفرته إنّه سميع مجيب.