للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أدلة الفريق الأول:

١ - حديث الأسود بن سريع: "أربعة يحتجون ... ورجل أحمق" (١).

٢ - حديث أنس بن مالك: "يؤتى بأربعة ... وبالمعتوه" (٢).

٣ - حديث أبو سعيد الخدري: "يؤتى بالهالك ... والمعتوه" (٣).

٤ - حديث معاذ بن جبل: "يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلًا" (٤).

ووجه الدلالة من هذه الأحاديث أن المجنون يمتحن بنار في عرصات يوم القيامة.

أدلة الفريق الثاني:

استدل الفريق الثاني القائلون أنهم تبع لآبائهم بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: ٢١].

ووجه الدلالة من هذه الآية الكريمة أن شرط التكليف: العقل، وهؤلاء المجانين لا عقل لهم، وليس لديهم أعمال لأن العمل مناط بالتكليف، لذا يلحقون بآبائهم.

الترجيح:

والناظر في أدلة الفريقين يرى أن أدلة الفريق الأول أكثر وضوحًا من أدلة الفريق الثاني، وذلك لأن النصوص التي استدلوا بها صريحة واضحة على أنهم يمتحنون. وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح (٥): "أنه قد صحت مسألة امتحان المجنون وصاحب الفترة". والله أعلم.

...


(١، ٢، ٣، ٤) سبق تخريجها ص ٧٨ - ٧٩.
(٥) انظر (فتح الباري ٣/ ٤٤٦ كتاب الجنائز، باب أطفال المشركين).

<<  <   >  >>