للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالسنة هي: ما تلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الشرع والدين، والهدي الظاهر والباطن، وتلقاه عنهم التابعون ثم تابعوهم، ثم أئمة الهدى العلماء العدول، المقتدون بهم، ومن سلك سبيلهم إلى يوم القيامة١.

ومن ذلك: قول الإمام مالك رحمه الله تعالى في وصف المدينة: "وهي دار الهجرة والسنة"٢.

وقال ابن رجب: "وعن سفيان الثوري، قال: استوصوا بأهل السنة خيرًا فإنهم غرباء٣، ومراد هؤلاء الأئمة بالسنة: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه، السالمة من الشبهات والشهوات"٤.

ويشهد لهذا المعنى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه: "فمن رغب عن سنتي فليس مني" ٥.

فالإطلاق الأول للسنة هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والعمل والهدي في أصول الدين وفروعه.

أما الإطلاق الثاني، فيقصد به "العقيدة الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة".

حيث أطلق السلف مصطلح "السنة" على أصول الدين، وفرائض الإسلام، وأمور الاعتقاد، والأحكام القطعية في الدين، وعلى هذا جرى الإمام أحمد وغيره من الأئمة في تصنيفهم كتب الاعتقاد باسم السنة.


١ انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية "٣/ ٣٥٨".
٢ التاريخ الكبير، لابن أبي خيثمة "١٣٥٢".
٣ رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "١/ ٦٤".
٤ كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة لابن رجب ص١٧، ١٨.
٥ رواه البخاري "٥٠٦٣"، ومسلم "١٤٠١" من حديث أنس رضي الله عنه.

<<  <   >  >>