إن تحقيق انتساب الفرد والطائفة إلى أهل السنة والجماعة هو أعظم المهمات، فهو طريق النجاة والعصمة في الدنيا من الفرقة والبدعة وذهاب الريح، وهو طريق النجاة في الآخرة من العذاب والتباب، قال جل وعلا:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: ١٠٣] .
والتحقيق أنه طريق الإسلام المستقيم، وهو منهجه القويم، قال تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣] .
وقد فسر الصراط المستقيم بالسنة والجماعة١.
فالانتساب إلى أهل السنة والجماعة، والسلف الصالح، يعني الانتساب إلى الإسلام الصافي عن شوائب البدع، ومخالفات الفرق.
وإن كل من رضي الله بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، مقبلا على الألتزام بالإسلام جملة، وعلى تحكيم شريعته استسلاما وانقيادا، وبرئ من تبني مذهب بدعي، أو الانتساب إلى فرقة ضالة، أو اعتماد أصل كلي من أصول البدع، فهو من أهل السنة والجماعة إجمالًا، وهذا يشمل عوام المسلمين الذين لم ينضووا تحت راية بدعية، ولم يكثروا سواد فرقة غير مرضية.
فهذا القدر يحقق انتسابا إجماليا تصح به النسبة إلى أهل السنة والجماعة.
١ الإتقان في علوم القرآن السيوطي "٢/ ٤٦٩"، وله تفسيرات أخرى ذكرها أهل التفسير كالطبري والقرطبي وغيرهما.