للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال حبيب بن الشهيد لابنه: "يا بني ائت الفقهاء والعلماء، وتعلم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم، وهديهم، فإن ذاك أحب إلي لك من كثير من الحديث"١.

فاقتدى السلف الصالح رضي الله عنهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتخلقوا بأخلاقه، وامتثلوا ما أمرهم به، وانتهوا عما نهاهم عنه، وكانوا كما قال الله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠] .

قال الإمام مالك رحمه الله: "بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام قالوا: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا"٢.

وقال الحسن البصري: "إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين"٣.

وقيل للشافعي: كيف شهوتك للأدب؟ فقال: أسمع بالحرف منه مما لم أسمعه، فتود أعضائي أن لها أسماعا فتنعم به، قيل: وكيف طلبك له؟ قال: طلب المرأة المضلة ولدها وليس لها غيره٤.

وذكر الذهبي أن مجلس الإمام أحمد -رحمه الله- خمسة آلاف، خمسمائة يكتبون، والباقون يستمدون من سمته وخلقه وأدبه٥.


١ المصدر السابق "١/ ٨٠".
٢ تفسير ابن كثير "٤/ ٢٠٥".
٣ تذكرة السامع والمتكلم ص٢.
٤ سير أعلام النبلاء "١١/ ٣١٦".
٥ سير أعلام النبلاء "١١/ ٣١٦".

<<  <   >  >>