وتتجلى أهمية هذا الانتساب وتظهر ثمراته في أمور منها:
أن ضبط أصول أهل السنة والتمسك بها عصمة من الاضطراب والتخبط العلمي والعملي، وفي ذلك ما لا يخفى من حفظ الدين من أنواع التحريف كافة، ومواجهة التيارات البدعية المنحرفة، سواء القديمة منها أو المعاصرة.
والانتماء الصادق إلى هذه الطائفة المباركة هو في حقيقته سبب وسبيل قاصد لوحدة العاملين في حقل الدعوة إلى الله عز وجل في كل زمان ومكان؛ لأن الاجتماع على هذا الانتماء أنجح وأنفع من الاجتماع على راية حزبية، أو دعوة إقليمية؛ لأنه اجتماع على منهج الحق والاتباع، وليس على حساب الحق والاتباع.
ثم إن شرف تجديد الدين الذي أخبر به خاتم الأنبياء والمرسلين لا يتأتى على وجهه الأكمل، وصورته المثلى إلا من الفرقة لاناجية، والطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة، إذ فيهم الأئمة المتقون، ومنهم المجددون السلفيون المصلحون.
وبناء على ما تقدم فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: بم يتحقق صدق الانتساب وتمامه، إذا تحققه أصله وأساسه؟
هل يتحقق ذلك بإثارة قضية، أو قضايا ناقشها السلف وعالجوها في كتبهم ومقالاتهم في زمانهم وفقط!
أم يتأكد بإظهار محبتهم، والترضي عنهم، وتعطير المجالس بذكرهم وحسب!
أو لعل هذا الانتساب يكون بتبني كتبهم والتوافر على قراءتها وتدريسها، دون غيرها!
أم أن الانتماء لهم يتحقق بمجرد التسمي باسم "أهل السنة والجماعة"، أو"أهل الحديث"، أو"السلف الصالح"، أو"الفرقة الناجية"!.