إلى غير ذلك من الإجابات المنقوصة لهذا السؤال المهم.
والحق أن كمال الانتساب يكون بتبني جملة أصول ومعالم مجتمعة، وبقدر ما يقع من الضعف في الأخذ بها جميعا، بقدر ما يحصل من الوهن في هذه النسبة الشريفة، ويمكن إجمال هذه المعالم في النقاط التالية:
أولا: تحقيق المنهجية الصحيحة:
وتعني العودة بأصول الفهم والتلقي، والاستنباط إلى الكتاب والسنة، وقواعد الفهم المعتبر لدى خير القرون، كما تعني تكوين أسلوب للنظر في كليات الأمور ومهماتها، وإنشاء منهجية للتعامل مع الأحداث، والحكم على المواقف والأشياء والأشخاص، وضبط المناحي العلمية والعملية كافة بطريقة منهجية، تنبثق من مشكاة الصحابة والتابعين، وسلف الأمة الصالحين، وأهل الحديث المتبعين.
وهذا يشمل العناية بمنهجية أصل أصول أهل السنة وهو العقيدة، ويشمل أيضا العناية بأصول العبادة ومنهج التنسك، والأمر والنهي، والسلوك والأخلاق ورياضة النفوس، مع التحقق بمحبتهم وموالاتهم -رضي الله عنهم- والتحلي بجميل شمائلهم.
ولا يصح قصر حقيقة الانتساب إلى أهل السنة والسلف على الاشتغال بمسائل ومشاكل سادت فترة ثم غابت، فإن المنهجية التي واجهت فتنة القول بخلق القرآن فأثمرت مواقف مشرقة حفظت وجه الحق ناصعا مبينا، يجب أن تحيا لتواجه اليوم فتنة تحكيم الشرائع الوضعية، والولاء للقومية والوحدة الوطنية.