كما أكدت السنة هذا المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم:"كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" ١.
وعلى هذا فلا تتم النسبة الكاملة لأهل السنة بمجرد الوقوف عند قضايا واجهها السلف لملابسات زمانية أو مكانية، وإن لم تقم حاجة إلى إثارتها، أو مواجهتها في عالم اليوم.
وعليه فإن المنهجية الصحيحة لا تقبل أن تستهدف الدعوة في بعض المواقع تحرير العقائد من شرك الأموات والأوثان، ثم نضرب الذكر صفحًا عن شرك الأحياء والأوضاع، والنظم المعاصرة.
وإنما هي حرب على مظاهر الشرك كافة، وحياطة لجناب التوحيد عامة، وإعطاء كل ذي حق حقه، ومستحقه في زمانه ومكانه.
ومن تحقيق المنهجية الصحيحة: تعظيم أقدار السلف، واعتمادهم مرجعية عامة، بالأخذ عن علمائهم، والتتلمذ على كتبهم، والفيئة إلى أحكامهم وفتاواهم، مع مراعاة سياق وسباق كل في ظروفه وملابساته.
ومن الانحراف عن المنهجية: احتكار الأسماء الشرعية الشريفة، أو المناهج الربانية المعصومة، وخلطها بالاجتهادات البشرية، وإلباسها لبوس الحزبية، وتشويهها بتحكمات مذهبية.
ومن الانحراف عن المنهجية: التعلق بالأشخاص دون المنهج، واختزال الأمة في شخص أو مجموعة أشخاص، إذ المنهج يبقى والأشخاص تفنى.
١ رواه مسلم "٢٤٠٨" من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.