للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاجتمع لدى نزولها ثلاثة مناسبات لا تجتمع بعد ذلك أبدًا:

عيد وعيد صرن مجتمعة ... وجه الحبيب ويوم العيد والجمعة

فنزلت في عيد المسلمين الأسبوعي، وهو يوم الجمعة، الذي وافق عيد الحجاج، وهو يوم عرفة، وهو اليوم الذي حضره النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته حاجا، واجتمع بهم اجتماعه الأكبر والأخير.

ومعلوم علم التوحيد هو الأحكام الاعتقادية المكتسبة من الأدلة المرضية، من كتاب ناطق وسنة ماضية.

وقطب رحى القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته في تقرير معلوم التوحيد، يقول الشيخ صديق حسن خان رحمه الله: "اعلم أن فاتحة الكتاب العزيز التي يكررها كل مسلم في كل صلاة مرات، ويفتتح به التالي لكتاب الله والمتعلم له، فيها الإرشاد إلى إخلاص التوحيد في ثلاثين موضعا"١.

"والتوحيد هو فاتحة القرآن العظيم وهو خاتمته، فهو فاتحة القرآن كما في أول سورة الفاتحة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينً} [الفاتحة: ٢] ، وهو في خاتمة القرآن العظيم: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: ١] "٢.

فالقرآن من فاتحته إلى خاتمته في تقرير التوحيد بأنواعه، أو في بيان حقوق التوحيد ومقتضياته ومكملاته، أو في البشارة بعاقبة الموحدين في الدنيا والآخرة، أو في النذارة بعقوبة المشركين والمعاندين في الدارين، ثم إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته في بيان القرآن بيانا عمليا تحققت فيها معاني التوحيد، وحسمت فيه مواد الشرك على الوجه الأتم الأكمل.


١ الدين الخالص للشيخ صديق حسن خان "١/ ٩".
٢ حكم الانتماء للشيخ بكر أبو زيد ص٥٨.

<<  <   >  >>