للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الله تعالى عن هؤلاء المحرومين: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: ٤٤] .

يقول الشيخ عمر الأشقر حفظه الله: "إن معرفة الله والعلم به والتوجه إليه، هي نقطة البداية والصحيحة في المسيرة الإنسانية، والضلال عن الله والجهل به هو نقطة الضياع في الحياة الإنسانية، إن الإيمان بالله قاعدة يبنى عليها بناء هائل، وأصل لا يغني عنه غيره، فإذا قام البناء على غير هذه القاعدة كان بناء ضعيفا مختلًّا، وفي كثير من الأحيان يقتل من بناه، ويدمر من سكنه"١.

فحياة الكافر والملحد في الدنيا حياة ضلال، واضطراب وتخبط، فهو في أمر مريج، ما يثبته اليوم ينقضه غدا، وما يطمئن إليه اليوم يتشكك فيه غدًا، وأما حياة المؤمن في الدنيا فطيبة صالحة، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٩٧] . قال بعض السلف: "ما طابت الدنيا إلا بتوحيده، وما طابت الآخرة إلا بجنته، والنظر إليه تعالى"٢.

فالمؤمن في الدنيا ينعم باطمئنان نفسه، واستراحة عقله، وطهارة قلبه، وصلاح عمله، فإذا مات وصار إلى قبره كان في حياة طيبة في روضة من رياض الجنة، فإذا قامت القيامة وصار إلى الجنة دار الطيبين فقد كملت النعمة وتمت المنة.


١ التوحيد محور الحياة للدكتور عمر الأشقر ص١٥.
٢ صفة الصفوة لابن الجوزي "٤/ ٣١٩".

<<  <   >  >>