للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو من المتكلفين، والحق ما جاء من عند الله عز وجل، والسنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ومن اقتصر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلج على أهل البدعة كلهم، واستراح بدنه، وسلم له دينه إن شاء الله؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ستفترق أمتي"، وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية منها فقال: "ما أنا عليه وأصحابي" ١، فهذا هو الشفاء والبيان، والأمر الواضح، والمنار المستقيم"٢.

وأهل السنة لا يستدلون بالقرآن دون السنة، بل بالسنة والقرآن، ولا يكمل دين العبد إلا بالإيمان بما فيهما؛ لأنهما مما أوتيه الرسول صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" ٣، فهما في الاحتجاج والاستدلال سواء، لا يعزل أحدهما من أجل التحاكم إلى الآخر، قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: ٥٩] ، وقال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: ٦٥] .

يقول البربهاري: "وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن، فلا شك أنه رجل قد احتوى على الزندقة، فقم عنه ودعه"٤.

ولا يعارض صحيح النقل -من أدلة علم العقيدة- بوهم الرأي وخطل القياس.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فكان من الأصول المتفق عليها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن، لا برأيه ولا ذوقه


١ رواه الترمذي "٢٦٤١" من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وقال: هذا حيث حسن غريب. وانظر: تحقيق الدكتور محمد سعيد القحطاني على شرح السنة للبربهاري ص٤٥.
٢ شرح السنة للبربهاري ص٤٥.
٣ رواه أحمد "١٦٧٢٢"، وأبو داود "٤٦٠٤" من حديث المقدام بن معديكرب رضي الله عنه.
٤ شرح السنة للبربهاري ص٥٤.

<<  <   >  >>