للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطأ إلا من عصمه الله تعالى بأمر إلهي خارج عن طبيعة الإنسان، وهم الأنبياء"١، والمقارنة بين طريقة الوحي وطرق الفلاسفة والمتكلمين في بحث أمور العقيدة هي مقارنة بين الصواب والخطأ، والصحيح والفاسد، والنافع والضار.

يقول الرازي -بعد طول بحث: "ولقد اختبرت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيت فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن وقال: "لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلًا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ... ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي"٢.

فميز الصحة المعقولات هي الموافقة للكتاب والسنة.

قال؟؟؟ "وأما أهل الحق فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم، وطلبوا الدين من قبلهما، وما؟؟؟ لهم من معقولهم وخواطرهم عرضوا على الكتاب والسنة، فإن وجدوه موافقا لهما قبلوه، وشكروا الله حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه، وإن وجدوه مخالفا لهم تركوا ما وقع لهم، وأقبلوا على الكتاب والسنة، ورجعوا بالتهمة على أنفسهم"٣.

والعقل قد يهتدي بنفسه إلى مسائل الاعتقاد الكبار على سبيل الإجمال، كإثبات وجود الله مع ثبوت ذلك في الفطرة أولًا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "واعلم أن عامة مسائل أصول الدين الكبار مما يعلم بالعقل"٤.


١ تهافت التهافت لابن رشد "٢/ ٥٤٧"، تحقيق د. سليمان دنيا.
٢ شرح الطحاوية لابن أبي العز "١/ ٢٤٤".
٣ الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني "٢/ ٢٢٤".
٤ مجموع الفتاوى "١٩/ ٢٢٩، ٢٣٠".

<<  <   >  >>