للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن جماعة رحمه الله: "إن تعليم العلم من أهم أمور الدين، وأعلى درجات المؤمنين"١.

- كما أن من ثمرات تعلم علم التوحيد وتعليمه تحصيل القدرة على إرشاد المسترشدين، وهداية المنحرفين، والوقوف أمام التيارات الإلحادية، والأهواء البدعية، وفي ذلك ثواب المنافحة عن الإسلام، والمدافعة عن السنة، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "إن طلب العلم لحسن، وإن نشره لحسن إذا صحت فيه النية".

افتتح الإمام أحمد رحمه الله كتابه "الرد على الجهمية والزنادقة" بذكر أوصاف أهل العلم، فكان من جملة ما قال: "ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" ... ثم عقب ذلك بأوصاف أهل البدع فقال: "الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون عل مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن الضالين"٢.

وقال صاحب كتاب مفتاح السعادة في بيان نية العالم في علمه: "وإنما يريد ابتغاء مرضات الله والامتثال لأوامره والاجتناب لنواهيه، ويريد نشر العلم، وتكثير الفقهاء وتقليل الجهلة، وإرشاد عباد الله إلى الحق، ودلالتهم على ما يصلحهم في النشأتين، وإظهار دين الله، وإقامة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشييد قواعد الإسلام، والتفريق بين الحلال والحرام، ويكون مخلصا في ذلك، راغبا في الآخرة، موقنا بما أعد الله للعلماء العاملين، راجيا ثوابه، وخائفا من عقابه"٣.


١ تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة ص٤٧.
٢ الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ص٦.
٣ مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده "١/ ٣٥".

<<  <   >  >>