للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورسوله، ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف: فما كان من معانيها موافقًا للكتاب والسنة أثبتوه، وما كان فيها مخالفًا للكتاب والسنة أبطلوه، ولا يتبعون الظن وما تهوى الأنفس، فإن اتباع الظن جهل، واتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم"١.

٢- حبس اللسان عن الكلام في العقيدة إلا بدليل هاد من الكتاب والسنة، واعتماد ألفاظ ومصطلحات الكتاب والسنة عند تقرير مسائل الاعتقاد وأصول الدين، والتعبير بها عن المعاني الشرعية، وفق لغة القرآن وبيان الرسول -صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات: ١] . قال ابن عباس: "أي لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة"٢، وقال مجاهد: "لا تفتئتوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يقضيه الله على لسانه"٣.

"فلا بد من الالتزام بالكتاب والسنة ومعقولهما لفظًا ومعنى، فلا يستعمل في التعبير عن القعيدة إلا الألفاظ التي جاءت في الكتاب والسنة، ويجب أن تستعمل هذه الألفاظ فيما سيقت فيه من المعاني المرادة بها في الكتاب والسنة، فهو توقيف في مصادر العقيدة، وفي ألفاظها وأساليب التعبير عنها"٤.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله: "إن السلف كانوا يراعون لفظ القرآن والحديث فيما يثبتونه، وينفونه عن الله من صفاته وأفعاله، فلا يأتون بلفظ محدث مبتدع في النفي والإثبات، بل كل معنى صحيح فإنه داخل فيما أخبر به الرسول"٥.


١ مجموع الفتاوى "٣/ ٣٤٧".
٢ انظر: روح المعاني للألوسي "٢٦/ ١٣٢"، وتفسير ابن كثير "٤/ ٢٠٦".
٣ انظر: تفسير البغوي "٤/ ٢٠٩".
٤ المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان ص٦٢، ٦٣.
٥ مجموع الفتاوى "٥/ ٤٣٢".

<<  <   >  >>