للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فارق الجماعة شبرًا فمات، إلا مات ميتة جاهلية" ١.

"فأهل السنة والجماعة إنما سماهم الرسول ووصفهم بذلك"٢.

وليس لأهل السنة والجماعة رسم ولا سم يتسمون به خصوصا غير هذا الاسم، الذي يعني في الحقيقة التزام الجادة والمحجة البيضاء التي تركنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم، "فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة"٣.

سئل مالك رحمه الله عن السنة، فقال: "هي ما لا اسم له غير السنة، وتلا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣] "٤.

ولما سئل مالك رضي الله عنه عن أهل السنة، قال: "أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به، لا جهمي، ولا قدري، ولا رافضي"٥.

ثالثا: آثار الصحابة والسلف:

ومن ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: ١٠٦] فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة، وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة"٦.

وقال أيضا: "النظر إلى الرجل من أهل السنة يدعو إلى السنة، وينهى عن البدعة عبادة"٧.


١ أخرجه البخاري "٧٠٥٣، ٧٠٥٤"، ومسلم "١٨٤٩" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
٢ مفهوم أهل السنة والجماعة عند أهل السنة والجماعة د. ناصر العقل ص٧٨.
٣ مجموع الفتاوى لابن تيمية "٣/ ٣٤٦".
٤ الاعتصام للشاطبي "١/ ٥٨".
٥ الانتقاء لابن عبد البر ص٣٥.
٦ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي "١/ ٧٢"، والشرح والإبانة لابن بطة "١٣٧"، وتاريخ جرجان لأبي القاسم الجرجاني ص١٣٢، وانظر: فتح القدير للشوكاني "١/ ٣٧١".
٧ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي "١/ ٥٤".

<<  <   >  >>