للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: ١٧-١٨] .

كما عنيت كثير من الآيات بالدعوة إلى التعقل، كما جاء في مثل قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: ٢] ، وقوله تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [هود: ٥١] ، وقوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ} [محمد: ٢٤] .

ويخص الوحي العقلاء بالتذكر مثنيًا عليهم فيقول تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الرعد: ١٩] [الزمر: ٩] ، ويقول تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر: ٢١] .

عن أبي العلاء قال: "ما أعطي عبد بعد الإسلام أفضل من عقل صالح يرزقه"١.

وقال مطرف: "ما أوتي أحد من الناس أفضل من العقل"٢.

وعن يوسف بن أسباط قال: "العقل سراج ما بطن، وملاك ما علن، وسائس الجسد، وزينة كل أحد، ولا تصلح الحياة إلا به، ولا تدور الأمور إلا عليه"٣.

ويخصهم الوحي بطلب التقوى منهم فيقول تعالى: {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: ١٩٧] .

ويخصهم بالخطاب عند التشريع، وبيان الأحكام تقديمًا لهم فيقول سبحانه: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٧٩] .


١ رواه ابن أبي شيبة في مصنفه "٢٥٩٤٢".
٢ المصدر السابق "٣٥١٣٩".
٣ الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي "٢/ ٣٩".

<<  <   >  >>