للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: نصوص العلماء واستعمال الأئمة:

وقد نص العلماء على أن أهل السنة هم الصحابة، ومن اقتفى آثارهم.

قال شارح الطحاوية رحمه الله: "هم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين"١.

وقال ابن تيمية رحمه الله: "ومذهب أهل السنة مذهب قديم معروف قبل أن يخلق الله تعالى أبا حنيفة ومالكا والشافعي وأحمد، فإنه مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، ومن خالف في ذلك كان مبتدعا عند أهل السنة والجماعة ... وأحمد بن حنبل، وإن كان قد اشتهر بإمامة السنة فليس ذلك؛ لأنه انفرد بقول أو ابتدع قولا، بل إن السنة كانت موجودة معروفة قبله، علمها ودعا إليها، وصبر على من امتحنه ليفارقها، وكان الأئمة قبله قد ماتوا قبل المحنة"٢.

وسبق قول ابن حزم رحمه الله: "أهل السنة هم أهل الحق، ومن عداهم فأهل البدعة، فإنهم -أي أهل السنة- الصحابة رضي الله عنهم، ومن سلك منهجهم من خيار التابعين، ثم أصحاب الحديث، ومن اتبعهم من الفقهاء، جيلا فجيلا إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها، رحمة الله عليهم"٣.

وقال أيضا: " ... وأن من اتبع أحدًا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يتبع السنة ولا الجماعة، وأنه كاذب في دعواه السنة والجماعة، فنحن معشر المتبعين للحديث المعتمدين عليه أهل السنة والجماعة حقا بالبرهان الضروري، وأننا أهل الإجماع كذلك"٤.


١ شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي "٢/ ٥٤٤".
٢ منهاج السنة النبوية لابن تيمية "٢/ ٦٠١-٦٠٢".
٣ الفصل في الملل والنحل لابن حزم "٢/ ١٠٧".
٤ الإحكام لابن حزم "٤/ ٥٢٥".

<<  <   >  >>