للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- اكتفى بالتصديق بما جاء به -صلى الله عليه وسلم- ولم يشترط المعرفة بالدليل، فقد تظاهرت بهذا أحاديث في الصحيحين يحصل بمجموعها التواتر بأصلها والعلم القطعي"١.

وقال ابن حجر: "وفي كتب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل وكسرى وغيرهما من الملوك يدعوهم إلى التوحيد، إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة التواتر المعنوي الدال على أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يزد في دعائه المشركين على أن يؤمنوا بالله وحده، ويصدقوه فيما جاء به عنه، فمن فعل ذلك قبل منه سواء كان إذعانه عن تقدم نظر أم لا، ومن توقف منهم نبهه حينئذ على النظر، أو أقام عليه الحجة إلى أن يذعن، أو يستمر على عناده

مظاهر الفطرية:

ومن مظاهر فطرية العقيدة عند أهل السنة خاصة أنها جاءت سهلة واضحة، لا عسر فيها ولا تعقيد، ووردت النصوص وأقوال السلف، وأهل السنة بالنهي عن الغلو والتشدد في أمر الدين أصولًا وفروعًا، وعن التكلف في طلب علم ما حجب علمه.

قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ١٨٥] ، وقال سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: ٧٨] .

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة وشيء من الدلجة" ٣.

وترجم البخاري رحمه الله: "باب الدين يسر، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم: "أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة"٤.


١ شرح النووي على صحيح مسلم "١/ ٢١٠، ٢١١".
٢ فتح الباري لابن حجر "١٣/ ٣٥٣، ٣٥٤".
٣ رواه البخاري "٣٩".
٤ صحيح البخاري كتاب الإيمان "١/ ٢٣".

<<  <   >  >>