فهذا هدي أنبياء الله عز وجل، وقد قال الله تعالى فيهم:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}[الأنعام: ٩٠] .
فلا يصلح أن تنحصر المواجهة في بعض القضايا، وبعض القواعد التي واجه بها السلف الصالح الانحرافات التي عاصروها، وكانت فريضة الوقت حينئذ مع إغفال الانحرافات التي تواجهنا في هذا العصر، والحرب التي تستهدف أصل الإسلام، وتسعى لتنحيته من الوجود.
فليس من الشمولية الوقوف عند بعض المعارك التاريخية التي طويت صفحاتها واندثرت فتنتها، مع التخلي عن محاربة الانحرافات المعاصرة، والتي أجلب العدو فيها بخيله ورجله، وذلك لمجرد أن السلف الصالح بسطوا القول في هذه، ولم يبسطوه في الأخرى، وما ذاك إلا لعدم قيام الداعي إلى ذلك.
وليس المراد الإهمال المطلق لهذه القضايا، وإنما تناولها تناولًا مجملًا يكفل بيان الحق من ناحية، وتجنب إحياء الفتن القديمة وتجديد المعارك المندثرة من ناحية أخرى، ثم الانشغال بمواجهة فتن العصر المستجدة، ومشاكله الراهنة.
على أنه يلزم وجود طائفة من أهل الاختصاص الشرعي تتوسع في فهم ودراسة هذه الانحرافات وتفاصيلها، وأقوال الفرق فيها وشبهاتها، والردود على تلك الشبهات، فهذا يدخل في فروض الكفايات، والله أعلم.