للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: ١٨١] .

وورد في وصف غيرها من الفرق المناقضة لها أن في قلوبها زيغ، وأن الأهواء تتجارى بها كما يتجارى الكلب بصاحبه١.

وهذا يقتضي بمفهوم المخالفة سلامة الفرقة الناجية من الهوى والزيغ.

وجملة هذه الأوصاف تقضي بأن هذه الفرقة الناجية هي عين أهل السنة والجماعة، إذ هي الجماعة، وهم المستمسكون بما عليه الصحابة٢، وهي أولى الناس بالسنة وأبعد الناس عن البدعة، فحيث أطلقت الفرقة الناجية فالمقصود بها أهل السنة والجماعة؛ لأنهم أولى الناس بالنجاة في الدنيا من الافتراق، وفي الآخرة من النار.

قال عبد القادر الجيلاني رحمه الله: "وأما الفرقة الناجية: فهي أهل السنة والجماعة"٣.

وقال شيخ الإسلام في أول عقيدته الواسطية: "أما بعد: فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة ... "٤.


١ أخرجه أحمد "١٦٤٩٠"، وأبو داود "٤٥٩٧"، والحاكم "٤٤٣"، من حديث معاوية رضي الله عنه، وصححه الحاكم والألباني في صحيح الجامع "٢٦٤١".
٢ وانظر: فتاوى مهمة لعموم الأمة للشيخ ابن باز ص١٧.
٣ الغنية لطالبي طريق الحق لعبد القادر الجيلاني ص٨٥.
٤ العقيدة الواسطية لابن تيمية بشرح الشيخ هراس ص١٤.

<<  <   >  >>