للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك: قول النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها وأرضاها: "ونعم السلف أنا لك" ١. وقوله صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام رضي الله عنه: "أسلمت على ما سلف من خير" ٢.

معنى "السلف" اصطلاحا:

في اصطلاح علماء العقيدة يطلق "السلف" على الصحابة رضي الله عنه والتابعين لهم بإحسان وتابعيهم، وأئمة الإسلام العدول، ممن اتفقت الأمة على إمامتهم وعظم شأنهم في الدين، وتلقى المسلمون كلامهم خلفا عن سلف بالقبول، دون من رمي ببدعة، أو لقب غير مرضي، كالخوارج، والرافضة، والناصبة، والقدرية، والمرجئة، والأشعرية، والمعتزلة، والجهمية ونحوهم.. ومذهب السلف هو طريقهم في الاعتقاد المنسوب إليهم٣.

وقال الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي: "وعلى ذلك فالمراد بمذهب السلف: ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأتباعهم، وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة، وعرف عظيم شأنه في الدين، وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف، كالأئمة الأربعة، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وابن المبارك، والنخعي، والبخاري، ومسلم، وسائر أصحاب السنن، دون من رمي ببدعة، أو شهر بلقب غير مرضي، مثل: الخوارج، والروافض، والمرجئة، والجبرية والجهمية، والمعتزلة"٤.

فالسلف إذن مصطلح يطلق على المتقدمين من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وهم المذكورون في حديثه صلى الله عليه وسلم: "خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" ٥.


١ رواه البخاري "٦٢٨٥"، ومسلم "٢٤٥٠".
٢ رواه البخاري "١٤٣٦"، ومسلم "١٢٣".
٣ لوامع الأنوار للسفاريني "١/ ٢٠"، والأسئلة والأجوبة الأصولية لمحمد عبد العزيز السلماني ص١١، ١٢.
٤ العقائد السلفية بأدلتها العقلية والنقلية والنقلية لأحمد بن حجر آل بوطامي ص١١.
٥ أخرجه البخاري "٦٦٩٥"، ومسلم "٢٥٣٥" من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.

<<  <   >  >>