١٧- يشترط للتكليف بالتوحيد: العقل ويقصد به الوصف الذي يتميز به الإنسان عن سائر الحيوان، والبلوغ ويقصد به انتهاء حد الصغر، وسلامة إحدى حاستي السمع أو البصر، وبلوغ الدعوة وقيام الحجة؛ فلا حساب ولا عذاب إلا بعد قيام الحجة بإرسال الرسل، وإنزال الكتب وبلوغ العلم.
١٨- الناس بحسب بلوغ الدعوة وقيام الحجة ينقسمون إلى: أهل القبلة وهم الذين بلغتهم الدعوة فآمنوا وشهدوا بالتوحيد وماتوا على ذلك، وأهل الفترة وهم كل من لم تبلغه دعوة الرسل، ولم تقم عليه الحجة، أو عاشوا بين موت رسول وبعثة رسول آخر، ولم تبلغهم دعوة الأولى، والكفار وهم كل من سمع بدين الإسلام، ونبيه -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤمنوا.
١٩- علم التوحيد قد حاز الشرف الكامل دون سائر العلوم؛ لأنه متعلق بأشرف ذات وأكمل موصوف وهو الله -عز وجل؛ ولأن معلومه هو مراد الله الشرعي الدال عليه وحيه وكلامه؛ ولأن الحاجة إليه عظيمة، فقد طلبه الله وأمر به كل مكلف، وأثنى على أهله على لسان جميع الرسل، فسعادة البشرية في الدنيا والآخرة متوقفة عليه.
٢٠- يستمد علم التوحيد من الكتاب والسنة، وإنما يتم ذلك بمعرفة مناهج الاستنباط وطرائق الاستدلال، واستخراج الأحكام عند أهل السنة والجماعة، وأما أنواع أدلته المرضية فهي: صحائح المنقول، والاجماع المتلقى بالقبول، والعقل السليم، والفطرة السوية.
٢١- علم التوحيد فن مستقل بذاته قائم بنفسه، له أصوله ومصادره، ومناهجه، ومسائله، ولا يغني عنه غيره، وهو كالأساس لعلوم الإسلام الآخرى.
٢٢- مر علم التوحيد في وضعه وتدوينه بطورين: طور الرواية في عهد الرعيل