للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: "هو اعتقاد تفرده سبحانه في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته، وتخصيصه بالعبادة"١.

وقال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله: "هو إفراده تعالى بالعبادة التي تتضمن غاية الحب ومنتهاه، مع غاية الذل وأقصاه، والانقياد لأمره والتسليم له"٢.

وهذا المعنى الاصطلاحي العام للتوحيد متفق عليه بين أهل السنة سلفًا وخلفًا.

وعلى هذا فالتوحيد في معناه الاصطلاحي العام يقترب من أحد معنييي اللغة، وهو نسبته تعالى إلى الوحدانية واعتقاد ذلك، ولا يصح أن يكون على معنى التصيير والجعل.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "والتوحيد هنا ليس بمعنى التصيير والجعل، فالله واحد اعتقدت ذلك أم لم تعتقده"٣.

ثانيا: معنى العلم:

يطلق العلم ويراد به: إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقع، ويمكن تعريفه بتمثيل كأن يقال: العلم إدراك البصيرة المشابه لإدراك الباصرة٤.

قال ابن القيم رحمه الله: "العلم: نقل صورة المعلوم من الخارج وإثباتها في النفس.. فإن كان الثابت في النفس مطابقا للحقيقة في نفسها فهو علم صحيح"٥.

ويطلق العلم على الظن الغالب، كما في قوله تعالى: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} [الممتحنة: ١٠] أي: غلب على ظنكم، قال النسفي: "العلم الذي تبلغه طاقتكم، وهو


١ أملاه علي حفظه الله بمنزله بالرياض.
٢ شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان "١/ ٣٨".
٣ أشرطة "شرح السفارينية"" للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وقد طبع الشرح مؤخرًا.
٤ انظر: شرح الكوكب المنير لابن النجار "١/ ٦٠"، إرشاد الفحول للشوكاني ص٣، أبجد العلوم لصديق حسن خان، ص٣١-٣٤.
٥ الفوائد لابن القيم ص١١٠.

<<  <   >  >>