للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما لا خفاء بها جاز أن يكتفي بها مما هو تال لها ومحمول في الحاجة إليه عليها١. وهذا كقول المخزومي٢:

الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى لعوا فرسى بأشقر مزبد

أي فإذا كان الله يعلمه فلا أبالي بغيره سبحانه أذكرته واستشهدته أم لم أذكره ولم أستشهده. ولا يريد بذلك أن هذا أمر خفي، فلا يعلمه إلا الله وحده، بل إنما يحيل فيه على أمر واضح، وحال مشهورة حينئذ، متعالمة وكذلك قول الآخر:

الله يعلم أنا في تلفتنا ... يوم الفراق إلى أحبابنا صور٣


١ هذا مبني على المراد بالأسماء في الآية مصطلح النحاة فيها وهذا اصطلاح حادث، والاسم في اللغة ما كان علامة على مسمى وهذا يشمل الأنواع الثلاثة وبهذا يسقط السؤال.
٢ هو الحارث بن هشام عيره سيدنا حسان بفراره يوم بدر من المسلمين، فقال هذا البيت في قصيدة يعتذر بها عن فراره ويعني بالأشقر المزبد الدم وهو مزبد أي علاه الزبد.
٣ صور واحدة أصور وصف الصورة وهو أخالة العنق، وبعد هذا البيت وأنني حينما يدني الهوى بصري.. من حيث ما سلكوا أدنوا فأنظور ولم يعرف قائل هذين البيتين.

<<  <   >  >>