للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس بمدع أن هذا الباب مستور، ولا حديث غير مشهور، حتى أنه لا يعرفه أحد إلا الله وحده وإنما العادة في أمثاله عموم معرفة الناس به لفشوه فيهم، وكثرة جريانه على ألسنتهم.

فإن قيل: فقد جاء عنهم في كتمان الحب وطيه وستره والبجح١ بذلك والإدعاء له ما لا خفاء به، فقد ترى إلى اعتدال الحالين فيما ذكرت. قيل: هذا وإن جاء عنهم فإن إظهاره أنسب٢ عندهم وأعذب على مستمعهم ألا ترى أن فيه إيذانًا من صاحبه بعجزه عنه وعن ستر ممثله ولو أمكنه إخفاؤه والتحامل٣ به لكان مطيقًا له، مقتدرًا عليه، وليس في هذا من التغزل ما في الاعتراف بالبعل٤ به وخور٥ الطبيعة عن الاستقلال بمثله ألا ترى إلى قول عمر بن أبي ربيعة.


١ البجح بالشيء. الفرج به.
٢ أي أرق غزلًا.
٣ تحامل في الأمر: تكلفة على مشقة.
٤ البعل بفتحتين: الضجر.
٥ خور الطبيعة: أي ضعفها.

<<  <   >  >>