للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت لها:

ما بي لهم من ترقب ... ولكن سرى ليس يحمله مثلي١

وكذلك قول الأعشى:

....................................... ... وهل تطيق وداعًا أيها الرجل٢

وكذلك قول الآخر٣:

ودعته بدموعي يوم فارقني ... ولم أطلق جزعًا للبين مدى يدي

والأمر في هذا أظهر، وشواهده أسير وأكثر.

ثم لنعد٤ فلنقل في الاعتلال لمن قال بأن اللغة لا تكون وحيًا وذلك أنهم ذهبوا إلى أن أصل اللغة لا بد


١ هذا البيت من قصيدة مطلعها:
جَرى ناصِحٌ بِالوُدِّ بَيني وَبَينَها ... فَقَرَّبَني يَومَ الحِصابِ إِلى قَتلي
وقبله: فقالت وأرضت جانب الستر بيننا ... معي فتحدث غير ذي رقبة أهل والحصاب -بزنة كتاب: موضع رمي الجمار بمنى.
٢ صدر هذا البيت:
ودع هريرة إن الركب مرتحل ... ................................
هو مطلع معلقته.
٣ قائل هذا البيت هو بشار بن برد.
٤ ينتقل ابن جني هنا إلى أن الرأي القائل أن اللغة نشأت عن طريق المواضعة والاصطلاح شارحًا وجهتهم.

<<  <   >  >>