للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أبوت كمدق ومكحلة من دققت وكحلت وكذلك القول في أخ ويد ودم وبقية تلك الأسماء فهذا فرق.

فقد علمت بما قدمناه وهضبنا فيه -قوة تداخل الأصول الثلاثة الاسم والفعل والحرف وتمازجها وتقدم بعضها على بعض تارة وتأخرها عنه أخرى. فلهذا ذهب أبو علي -رحمه الله- إلى أن هذه اللغة وقعت طبقة واحدة كالرقم تضعه على المرقوم والميسم يباشر به صفحة المرسوم، لا يحكم لشيء منه بتقدم في الزمان وإن اختلفت بما فيه من الصنعة القوة والضعف في الأحوال. وقد كثر اشتقاق الأفعال من الأصوات الجارية مجرى الحروف نحوها هيت١، وحاحيت٢ وعاعيت٣، وجأجأت٤ وحأحأت٥، وشأشأت٦، وهذا كثير في الرجز.. وقد كانت حضرتني وقتًا فيه


١ أي زجرت الإبل قائلًا: ها، ها.
٢ وهو أيضًا زجر.
٣ يقال - عاعي بالغنم أي زجرها.
٤ أي زجرت الإبل قائلًا جؤجؤ.
٥ حأحأ بالكبش: زجره.
٦ سأسأ وشأشأ زجر الحمار.

<<  <   >  >>