للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابن جني يمنع القياس على الظواهر الرديئة في لهجات العرب ولا يمنع اللهجات نفسها، بل يعترف بقياسها وقواعدها ويرى أن إحداها ليست بأولى من الأخرى، ولا أحق. فاللهجات جميعها عنده تستوي في ميزان الفصاحة، عندما تجرد من الظواهر الرديئة، التي تنحرف باللهجة عن سنن الفصاحة، تباعد بين اللهجة واللغة الفصحى. وهذه الفروق الخاصة بين اللهجات واللغة الفصحى التي ذكرها ابن جني أطلق عليها ابن فارس في الصاحبي "اللغات المذمومة"١ وأطلق عليها السيوطي في المزهر "الرديء المذموم من اللغات٢" وبعد ذلك نرى ابن جني يسرد هذه الظواهر فيما حدث به أبو بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: "ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجع قيس، وعجرفية ضبة، وتلتلة بهراء". يعقد


١ الصاحبي في فقه اللغة ص٢٤: ٢٧.
٢ المزهر ج١ ص٢٢١: ٢٢٦.

<<  <   >  >>