للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قريشًا أفصح العرب ألسنة وأصفاهم لغة وذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب اصطفاهم واختار منهم نبي الرحمة محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فجعل قريشًا قطان حرمه وجيران بيته الحرام وولاته، فكانت وفود العرب من حجاجها وغيرهم يفدون إلى مكة للحج، ويتحاكمون إلى قريش في أمورهم، وكانت قريش تعلمهم مناسكهم، وتحكم بينهم ولم تزل العرب تعرف لقريش فضلها عليهم، وتسميها "أهل الله"؛ لأنهم الصريح من ولد "إسماعيل" عليه السلام، لم تشبهم شائبة، ولم تنقلهم عن مناسبهم نقالة، فضيلة من الله -جل ثناؤه- لهم وتشريفًا، إذ جعلهم رهط نبيه الأدنيين وعترته الصالحين.

وكانت قريش مع فصاحتها وحسن لغاتها ورقة ألسنتها، إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم وأصفى كلامهم فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى نحائزهم وسلائقهم التي

<<  <   >  >>