للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولئن قوم أصابو غرة ... وأصبنا من زهان رققا

للقد كنا لدى أزماننا ... لشريجين لبأس وتقى

فزاد لامًا على "قد" وهو قبيح جدًّا ويزعم ناس أن هذا تأكيد كقول الآخر: فلا والله يلغي لما بي: ولا للمد بهم -أبدا- دواء فزاد لامًا على لما بي وهذا أقبح من الأول فأما التأكيد فإن هذا لا يزيد الكلام قوة يقبحه ومثله قول الآخر:

وصاليات١ ككما يؤثفين

وكل ذا من أغاليط من يغلط، والعرب لا تعرفه.

هذا ولقد ذهب ابن فارس إلى أن لهجة قريش أفصح اللهجات العربية فيقول: أجمع علماؤنا بكلام العرب، والرواة لأشعارهم، والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومحالهم أن


١ الصاليات: الأثافي التي توضع عليها القدر فقد صليت بالنار حتى اسودت، ويؤثفين: يجعلن أثافي للقدر، وهي جمع أثفية، ويؤثفين بالهمز شاذ رده إلى الأصل بسبب الوزن؛ كقول الآخر: فإنه أهل لأن يؤكر ما القياس بثقين ويكرم، يقال أثقى بثقيها جعل لها أثقى، ومحل الشاهد قوله: "ككما" فإن الكاف الأولى حرف والثانية اسم بمعنى مثل المعنى لم يبق غير حجارة منصوبة.

<<  <   >  >>