فزاد لامًا على "قد" وهو قبيح جدًّا ويزعم ناس أن هذا تأكيد كقول الآخر: فلا والله يلغي لما بي: ولا للمد بهم -أبدا- دواء فزاد لامًا على لما بي وهذا أقبح من الأول فأما التأكيد فإن هذا لا يزيد الكلام قوة يقبحه ومثله قول الآخر:
وصاليات١ ككما يؤثفين
وكل ذا من أغاليط من يغلط، والعرب لا تعرفه.
هذا ولقد ذهب ابن فارس إلى أن لهجة قريش أفصح اللهجات العربية فيقول: أجمع علماؤنا بكلام العرب، والرواة لأشعارهم، والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومحالهم أن
١ الصاليات: الأثافي التي توضع عليها القدر فقد صليت بالنار حتى اسودت، ويؤثفين: يجعلن أثافي للقدر، وهي جمع أثفية، ويؤثفين بالهمز شاذ رده إلى الأصل بسبب الوزن؛ كقول الآخر: فإنه أهل لأن يؤكر ما القياس بثقين ويكرم، يقال أثقى بثقيها جعل لها أثقى، ومحل الشاهد قوله: "ككما" فإن الكاف الأولى حرف والثانية اسم بمعنى مثل المعنى لم يبق غير حجارة منصوبة.