للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمة الملك: [إيعاد] ١ بالخير، وتصديق بالحق. ولمة الشيطان: إيعاد بالشر، وتكذيب بالحق"٢.

فإذا كانت حسنات الإنسان أقوى، أُيِّدَ بالملائكة تأييداً يقهر به الشيطان، وإن كانت سيئاته أقوى، كان جند الشيطان معه أقوى. وقد يلتقي شيطان المؤمن بشيطان الكافر؛ فشيطان المؤمن مهزول ضعيف، وشيطان الكافر سمين قوي٣.

الإنسان بفجوره يؤيد شيطانه على ملكه وبصلاحه يؤيده ملكه على شيطانه

فكما أن الإنسان بفجوره يؤيد شيطانه على مَلَكه، وبصلاحه يؤيد ملكه على شيطانه، فكذلك الشخصان يغلب أحدهما الآخر؛ لأنّ الآخر لم يؤيد مَلَكَه، فلم يؤيده، أو [ضعف] ٤ عنه؛ لأنّه ليس معه إيمان [يعينه] ٥؛ كالرجل الصالح إذا كان ابنه فاجراً، لم يمكنه الدفع عنه لفجوره. وبسط هذه الأمور له موضع آخر٦.


١ في ((ط)) : إبعاد.
٢ هذا الأثر رواه الترمذي مرفوعاً من طريق عبد الله بن مسعود (جامع الترمذي ٥٢١٩، كتاب تفسير القرآن، باب من سورة البقرة) . والطبري في تفسيره ٣٨٨-٩٩؛ رواه مرة مرفوعاً عن عبد الله بن مسعود، ومرة موقوفاً عليه. وتلبيس إبليس لابن الجوزي ص ٤٨-٤٩. وذكره ابن القيم في الفوائد ص ٢١٤-٢١٥. وابن كثير في تفسيره ١٣٢١.
٣ هذا الكلام ليس من كلام ابن مسعود لعدم وروده في المصادر السابقة، وهو توضيح من شيخ الإسلام رحمه الله لقول ابن مسعود المتقدم.
٤ في ((خ)) : ضعفت. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ في ((خ)) : يعينها. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ انظر: مجموع الفتاوى ١٨٤-٨٥، ٤٢٥٤. وجامع الرسائل ١١٩٦-١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>