للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل خوارق السحرة والكهان مناقضة للنبوة ولا تخرج عن مقدور الجن والإنس]

فجميع ما يختص بالسحرة والكهان هو مناقض للنبوة١، فوجود ذلك يدلّ على أنّ صاحبه ليس بنبيّ. ويمتنع أن [يكون] ٢ شيءٌ من ذلك دليلاً على النبوة؛ فإنّ ما استلزم عدم الشيء لا يستلزم وجوده.

وكذلك ما يأتي به أهل الطلاسم٣ وعبادة الكواكب٤ ومخاطبتها،


١ هذه من القواعد في التفريق بين النبيّ، والساحر، والكاهن.
٢ في ((خ)) : تكون. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ سبق بيان معنى الطلاسم. انظر ص ٢٦٩ من هذا الكتاب.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: "السحر محرم بالكتاب والسنة والإجماع، وذلك أن النجوم التي من السحر نوعان؛ أحدهما: علمي، وهو الاستدلال بحركات النجوم على الحوادث، من جنس الاستقسام بالأزلام. والثاني عملي، وهو الذي يقولون إنه القوى السماوية بالقوى المنفعلة الأرضية، كطلاسم ونحوها. وهذا من أرفع أنواع السحر. وكلّ ما حرمه الله ورسوله فضرره أعظم من نفعه". مجموع الفتاوى ٣٥١٧٠.
وانظر: الصفدية ١٦٦. والجواب الصحيح ٦١٣. والفصل لابن حزم ٥٣. وتفسير ابن كثير ١١٤٥. وأضواء البيان ٤٤٥٣.
٤ قال شيخ الإسلام رحمه الله عنهم: "أهل دعوة الكواكب الذين يدعون الشمس والقمر والنجوم، ويعبد ونها، ويسجدون لها، كما كان النمرود بن كنعان وقومه يفعلون ذلك، وكما يفعل ذلك المشركون من الهند والترك والعرب والفرس وغيرهم. وقد ذكر أبو عبد الله محمد بن الخطيب الرازي في كتابه الذي صنّفه في هذا الفن قطعة كبيرة من أحوال هؤلاء. وقد تواترت الأخبار بذلك عن هؤلاء، وأنه يحصل لأحدهم أشخاص منفصلة عنه تقضي كثيراً من حوائجه، ويسمونها روحانية الكواكب". الصفدية ١٢٤١.
وانظر: المصدر نفسه ١١٧٣، ١٩٢.
وقال أيضاً عن مجادلة إبراهيم عليه السلام لقومه بسبب عبادتهم للكواكب: "فذكر لهم ما كانوا يفعلونه من اتخاذ الكوكب، والشمس، والقمر رباً يعبد ونه، ويتقربون إليه، كما هو عادة عباد الكواكب ومن يطلب تسخير روحانية الكواكب. وهذا مذهب مشهور ما زال عليه طوائف من المشركين إلى اليوم، وهو الذي صنّف فيه الرازي السرّ المكتوم، وغيره من المصنّفات". درء تعارض العقل والنقل ١١١١. وانظر: دقائق التفسير ٣١٢٣، ١٦٥. وفتح الباري ١٠٢٣٢-٢٣٣. والأصول والفروع لابن حزم ص ١٣٤، ١٣٥. وإغاثة اللهفان ٢٢٢٢-٢٢٦. والدين الخالص ٢٤٤٣-٤٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>