للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل القسم الثاني الدلالة القصدية]

والنوع الثاني١: ما يدلّ بقصد الدالّ به؛ كالكلام، وكالعقد باليد، والإشارة بها، أو بالعين، أو الحاجب، أو غير ذلك من الأعضاء - وقد يُسمّى ذلك رمزاً، ووحياً، وكذلك الخطّ خط الكتابة، بخلاف الاستدلال بآثار خطى الإنسان؛ فإن هذا من النوع الأول، وكذلك القيافة٢؛ [و] ٣ هي من النوع الأول؛ وهو الاستدلال بالشبه على النسب، وكذلك القايف: قد يعرف بالأثر: من هو الواطىء، وأين ذهب؟ ومن هذا النوع: [الأميال] ٤


١ تقدّم النوع الأول في أول الفصل السابق، ص ٨٨٦.
٢ القيافة: علم معرفة الآثار، والقائف: من يعرف الآثار ويتتبعها، ويعرفها، ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه، وجمعه قافة؛ يقال: قاف الرجل أثرَ الرجلِ: إذا تتبعه عن طريق آثاره. وفلان يقوف الأثر ويقتافه، مثل قفا الأثر واقتفاه. انظر: القاموس المحيط للفيروزأبادي ص ١٠٩٥. ولسان العرب ٩٢٩٣.
٣ ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٤ في ((خ)) : الأمثال. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
والأميال: جمع ميل. والميل - بالكسر - عند العرب: مقدار مدّ البصر من الأرض. ويُقال للأعلام المبنية في طريق مكة أميال؛ لأنها بُنِيت على مقادير مدى البصر من الميل إلى الميل. المصباح المنير ٢٥٨٨.
والأميال التي يعنيها شيخ الإسلام رحمه الله هي أنصاب الحرم؛ وهي العلامات التي تُفرّق بين الحلّ والحرم. وذكر الأزرقي أنّ إبراهيم عليه السلام أول من نصب أنصاب الحرم، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح تميمَ بن أسد الخزاعي، فجدّدها، ثم ما زال الخلفاء والولاة يُجدّدونها كلما تهدّمت.
انظر: تاريخ مكة للأزرقي ٢١٢٨-١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>