تاللهِ إنّ المرء ليستشعر نقصه، ويُدرك بُعد الغاية، وعلوّ النهاية، حين يُفكّر في الكتابة عن هذا العَلَم الشهير، والعالِم الكبير، والبطل النحرير.
رجلٌ أشهر من نارٍ على علم، ومن المعلوم أنّ النار تخبو وتهمد، إلا أنّ نور هذا العلم يزداد ويتمدّد.
رجلٌ جعل الله له ذكراً في العالمين، فأحبّه الأوّلون، واشتغل بعلمه الآخرون، وانشغل النّاس في الكتابة عنه، حتى لكأنّهم أدركوا أنّ ذكر النّاس لهم قرينٌ بذكره، فبلغ ما كُتب عنه أكثر من مائة كتاب، هذا ما عُلم١، أما ما لم يُعلم فعلمه عند ربّ العباد.
والإنسان حين يُريد أن يكتب عن هذا الرجل يُقدّم رِجلاً، ويُؤخّر أخرى.
فالرجل قمّة سامقة، وذروة شاهقة.
فعن ماذا يكتب؟
أيكتب عن منهجه في تقرير عقيدة السلف والردّ على من خالفهم؟
أم يكتب عن جهاده وصبره ومصابرته؟
١ ذكر الشيخ محمد إبراهيم الشيباني: ص (١٠٦) كتباً أُلِّفت في ترجمة شيخ الإسلام رحمه الله في القديم والحديث. انظر: ((أوراق مجموعة من حياة شيخ الإسلام)) ص ١٨٨-٢٠٠.