للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعقل، حتى يُخيَّل إلى الإنسان الشيء بخلاف ما هو. وكذلك سائر الخوارق الشيطانيّة، لا [تأتي] ١ إلا مع نوع فساد في الحسّ والعقل؛ كالمؤلهين الذين لا تأتيهم إلا مع زوال عقولهم، وآخرين لا [تأتيهم] ٢ إلا في الظلام، وآخرين [يتمثّل] ٣ لهم الجنّ في صورة الإنس، فيظنّون أنّهم إنس، أو يرونهم مثال الشيء؛ فيظنّون أن الذي رأوه هو الشيء نفسه، أو يُسمعونهم صوتاً يُشبه صوت من يعرفونه، فيظنّون أنه صوت ذلك المعروف عندهم٤.

وهذا كثيرٌ موجودٌ في أهل العبادات البدعية التي فيها نوعٌ من الشرك ومخالفة الشريعة.

أصحاب الكلام والمقال البهتاني

وأما أصحاب الكلام والمقال البُهتاني: فإنهم بنوا أصولهم العقلية، وأصول دينهم الذي ابتدعوه على مخالفة الحسّ والعقل.

أصل كلام أهل الكلام

فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض٥ مبني على مخالفة


١ في ((خ)) : يأتي. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ في ((خ)) : يأتيهم. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : تتمثل.
٤ انظر: مجموع الفتاوى ١٣٨٤-٨٥، ٩٢.
٥ سبق توضيح معنى الجواهر المنفردة ص ٣٤٥ من هذا الكتاب.
والجواهر والأعراض عند المبتدعة هما ما يتكون منه العالم، كما قال الجويني: "العالم جواهر وأعراض؛ فالجوهر هو المتحيز، وكل ذي حجم متحيز. والعرض هو المعنى القائم بالجوهر كالألوان والطعوم والروائح والحياة والعلوم والإرادات والقُدَر القائمة بالجواهر". الإرشاد ص ١٧.
وانظر: التمهيد للباقلاني ص ٣٧-٤١. والإنصاف له ص ٢٧-٢٨. والفرق بين الفرق للبغدادي ص ٣٢٨-٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>