للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خوارق السحرة والكهان، وبكرامات الصالحين.

وهذه طريقة أكثر المعتزلة١، وغيرهم؛ كأبي محمد بن حزم٢، وغيره٣.


١ المعتزلة: سموا بذلك لاعتزال رئيسهم واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري. وقيل لاعتزالهم قول الأمة في دعواهم أنّ الفاسق من أمة الإسلام لا مؤمن ولا كافر. والأول أرجح. ولهم أصول خمسة اشتهروا بها، هي: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ص٢٠، ١١٤. والملل والنحل للشهرستاني١/٤٣. وخطط المقريزي ٢/٣٤٥. والبرهان في معرفة عقائد أهل الأديان ص ٤٩.
٢ هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسيّ الأصل، الأموي مولاهم، القرطبي الظاهري. قال عنه الذهبي: "الإمام الأوحد، البحر ذو الفنون والمعارف، أبو محمد". ولد بقرطبة في سنة ٣٨٤ هـ، وتوفي سنة ٤٥٦ ?.
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ١٨/١٨٤. وشذرات الذهب لابن العماد ٣/٢٩٩.
ولأبي محمد بن حزم قول في أنّ الخوارق لا تظهر على يد غير الأنبياء.
يقول: " ... وأنّ المعجزات لا يأتي بها أحدٌ إلا الأنبياء عليهم السلام. قال عزّ وجلّ: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [غافر، ٧٨] ... " المحلّى لابن حزم ١/٣٦. وانظر: الفصل له ٥/٢-٤، ٨. والدر فيما يحب اعتقاده، له ص ١٩٢.
٣ مثل أبي عبد الله الحليمي. انظر: المواقف في علم الكلام للإيجي ص ٣٧٠. ولوامع الأنوار للسفاريني ٢/٣٩٤.
وقال الإيجي في ((المواقف)) عن الكرامات: "وهي جائزة عندنا خلافاً للأستاذ أبي إسحاق، والحليمي منّا، وغير أبي الحسين من المعتزلة".
وأبو إسحاق الاستراباذي من أصحاب الشافعي. انظر: تفسير القرطبي ٧/٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>