للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درجاتهم، ولكن قد يُشاركونهم في بعضها، كما قد يُشاركونهم في بعض أعمالهم.

كرامات الأولياء لا تجعلهم معصومين

وكرامات الصالحين [تدلّ] ١ على صحة الدّين الذي جاء به الرسول، لا تدلّ على أنّ الولي معصومٌ، ولا على أنّه يجب طاعته في كلّ ما يقوله٢.

ومن هنا ضلّ كثيرٌ من النّاس من النّصارى وغيرهم٣؛ فإنّ الحواريّين٤، وغيرهم كانت لهم كرامات، كما تكون الكرامات لصالحي هذه الأمة، فظنّوا أنّ ذلك يستلزم عصمتهم كما يستلزم عصمة الأنبياء، فصاروا يُوجبون موافقتهم في كلّ ما يقولون.

النبي صارت طاعته واجبة بأمور

وهذا غلطٌ؛ فإنّ النبيّ وجب قبول كلّ ما يقول لكونه نبيّاً [ادّعى] ٥ النّبوّة، ودلّت المعجزة على صدقه، والنبيّ معصومٌ. وهنا المعجزة٦ ما دلّت على النبوة بل على متابعة النبيّ وصحّة دين النبيّ، فلا يلزم أن يكون هذا التابع معصوماً. من أسباب تأليف الكتاب

ولكن الذي يحتاج إلى الفرقان الفرق بين الأنبياء وأتباعهم، وبين من خالفهم من الكفار والفجار؛ كالسحرة، والكهان، وغيرهم؛ حتى يظهر


١ في ((خ)) : يدلّ. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ انظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ١٤٤. والجواب الصحيح ٢/٣٣٨؛ فقد فصّل شيخ الإسلام رحمه الله في هذين الموضعين تفصيلاً طيّباً.
٣ وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أصناف الناس بالنسبة لمواقفهم ممن يجري على أيديهم بعض الأمور الخارقة في ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)) ص ١٤٧.
٤ الحواريّون هم أصحاب عيسى عليه السلام وخاصّته الذين اختارهم ليكونوا تلامذته؛ حيث بادروا إلى الإيمان به، وتعلّموا منه، وكانوا اثني عشر رجلاً.
انظر: الجواب الصحيح ٢/٣٩٨-٤٠٠،، ٤/١٧.
٥ في ((خ)) رسمت ادعاء. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ يقصد الكرامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>