للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ في شَكّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحَقُّ مِنْ رَبِّك فلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الّذِينَ كذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ} ١. وهذا سواءٌ كان خطاباً [للرسول] ٢ والمراد به غيره، أو خطاباً له وهو لغيره بطريق الأولى. [والتقدير] ٣ قد يكون معدوماً أو ممتنعاً٤، وهو بحرف (إن) ؛ كقوله: {قُلْ إِنْ كَانَ للرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ العَابِدِيْنَ} ٥، و {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} ٦؛ والمقصود بيان الحكم على هذا التقدير: إن كنتُ قلتُهُ فأنت عالمٌ به وبما في نفسي، وإن كان له ولدٌ فأنا عابده، وإن كنت شاكّاً فاسأل إن قُدّر إمكان ذلك؛ فسؤال الذين يقرءون الكتاب قبله إذا أخبروا، فما عندهم شاهدٌ له، ودليلٌ، وحجّةٌ. ولهذا نهى بعد ذلك عن الامتراء٧ والتكذيب.


١ سورة يونس، الآيتان ٩٤-٩٥.
٢ في ((ط)) فقط: للرسل.
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : المقدر.
٤ يرى الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله أنّ المحال لا يعلّق عليه إلا المحال؛ فيقول رحمه الله: "إنّ الشرط إن عُلّق به مستحيل، فلا يُمكن أن يصحّ الربط بينه وبين الجزاء، إلا إذا كان الجزاء مستحيلاً أيضاً؛ لأنّ الشرط المستحيل لا يمكن أن يوجد به إلا الجزاء المستحيل. أما كون الشرط مستحيلاً، والجزاء هو أساس الدين وعماد الأمر، فهذا مما لا يصحّ بحال. ومن ذهب إليه من أهل العلم والدين لا شك في غلطه ... ". أضواء البيان ٧/٢٩٤.
٥ سورة الزخرف، الآية ٨١.
٦ سورة المائدة، الآية ١١٦.
٧ الامتراء: الشكّ.
انظر: لسان العرب ١٥/٢٧٨. والقاموس المحيط ٧٦٦. والمصباح المنير ٧٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>