للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجميع ما يذكره الله تعالى في القرآن من قصص الأنبياء، يدلّ على نبوّة محمّد بطريق الأولى؛ إذ كانوا من جنس واحد، ونبوّته أكمل. فينبغي معرفة هذا، فإنّه أصل عظيم١.

ولهذا جميع مشركي العرب آمنوا به، فلم يحتج أحد منهم أن تؤخذ منه جزية. فإنّهم لما عرفوا نبوته، وأنّه لا بُدّ من متابعته، أو متابعة اليهود والنصارى، عرفوا أنّ متابعته أولى.

ومن كان من أهل الكتاب: بعضهم آمن به، وبعضهم لم يؤمن جهلاً، وعناداً. وهؤلاء كان عندهم كتاب ظنوا استغناءهم به، فلم يستقرئوا أخبار محمد، وما جاء به خالين من [الهوى] ٢، بخلاف من لم يكن له كتاب٣؛ فإنّه نظر في الأمرين نَظَرَ خالٍ من الهوى، فعرف فضل ما جاء به محمد على ما جاء به غيره.

ولهذا لا تكاد [توجد] ٤ أمة لا كتاب لها يُعرض عليها دين المسلمين، واليهود، والنصارى، إلاَّ رجّحت دين الإسلام؛ كما يجري لأنواع الأمم التي لا كتاب لها.


١ فمن أقرّ بجنس الأنبياء يلزمه أن يُقرّ بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنها في غاية الظهور والبيان. وهذا الأصل من الطرق التي بها تعرف نبوته صلى الله عليه وسلم.
وانظر: الجواب الصحيح ٥/١٤١-١٤٢، ٦/٣٤٥-٣٥٠. وشرح الطحاوية ص١٥١.
٢ في ((خ)) : هوى. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ مثل المجوس، والصابئة. انظر: الملل والنحل ١/٢٣٠، ٢/٥.
٤ في ((خ)) : يوجد. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>