للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك الفعل؛ كما يقولونه في فعل العبد:

المعجزات عند الأشاعرة هي ما تعجز قدرات العباد عنها

إنّه إذا لم يقدر على الفعل، فلا بُدّ أن يكون عاجزاً، أو قادراً على ضدّه.

هذا احتجاج من يقول القدرة مع الفعل١، والقدرة عنده لا تصلح للضدّين؛ كالأشعرية، فيقول: لا يخلو من القدرة، أو العجز، فهذه مقدمة.

والمقدمة الثانية: ونحن لا نحسّ من أنفسنا عجزاً عن إبراء الأكمه، والأبرص، وإحياء الموتى، ونحو هذه الأمور، لكنّا غير قادرين عليها، ولا يجوز أن نقدر عليها. وهؤلاء يقولون: لا يكون الشيء عاجزاً إلاَّ عمّا يصحّ أن يكون قادراً عليه، [بخلاف ما لا يصحّ أن يكون قادراً عليه] ٢، فلا يصحّ أن يكون عاجزاً عنه. ولهذا قالوا: لا ينبغي أن تُسمّى هذه معجزات؛ لأنّ ذلك يقتضي أنّ الله أعجز العباد عنها، وإنما يعجز العباد عما يصحّ قدرتهم عليه. هذا٣ كلام القاضي أبي بكر، ومن وافقه٤.

رد شيخ الإسلام عليهم

وكلا المقدمتين دعوى مجردة لم يقم على واحدة منها حجة. فكيف يجوز أن يكون الفرق بين المعجزة وغيرها مبنيّاً على مثل هذا الكلام الذي


١ هذا قول الأشاعرة. انظر: التمهيد للباقلاني ص ٤٦. والإرشاد للجويني ص ٢١٩-٢٢٠.
ويقصد شيخ الإسلام رحمه الله بهذا الكلام أن يُبيّن أنّهم يقولون: القدرة تكون مع الفعل، لا كما يقوله أهل السنة والجماعة: أنّ القدرة تكون قبل الفعل، ومع الفعل. انظر: درء تعارض العقل والنقل ١/٦٠-٦٢،، ٩/٢٤١-٢٤٢. ومجموع الفتاوى ٨/١٢٩-١٣٠، ٢٩٠-٢٩٢، ٣٧١-٣٧٦، ١٠/٣٢، ١٨/١٧٢-١٧٣. وشرح الطحاوية ص ٤٥.
٢ ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) ، وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ في ((ط)) فقط: وهذا.
٤ انظر: البيان للباقلاني ص ٨-١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>