للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَاْ قِنْوَاْنٌ دَاْنِيَةٌ وَجَنَّاتِ مِنْ أَعْنَاْبِ وَالزَّيْتُوْنَ وَالرُّمَّاْنَ مُشْتَبِهَاً وَغَيْرَ مُتَشَاْبِهٍ أُنْظُرُوْا إِلَىْ ثَمَرِهِ إِذَاْ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِيْ ذَلِكم لآيَاْتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُوْنَ} ١.

طريقة الجهمية في خلق الإنسان هي تركيب الجواهر لا إحداثها

فهذا الإنسان، والشجر، والزرع المخلوق من مادّة قد خُلق منها عين قائمة بنفسها، [وهم يقولون: إنّما هي من] ٢ الجسم٣ القائم بنفسه، وهو الجوهر العامّ في اصطلاحهم، الذي يقولون إنّه مُركّبٌ من الجواهر المفردة٤. [وهل الذي خُلق من المادّة هو] ٥ أعيان، أم لم يخلق إلا أعراض قائمة بغيرها، وأمّا الأعيان فهي الجواهر المفردة، [وتلك لم يُخلق منها] ٦ شيء في هذه الحوادث، ولكن أُحدِث فيها جمعٌ وتفريقٌ؛ فكان خلقُ الإنسان وغيره هو تركيب تلك الجواهر، وإحداث هذا التركيب لا إحداث تلك الجواهر. وأمّا حدوث تلك الجواهر فإنّما يُعلم بالاستدلال، فيُستدلّ عليه بأنّ الجواهر التي تركّبت منها هذه الأجسام لا تخلو٧ من اجتماع وافتراق، والاجتماع والافتراق حادِث، وما لم يخلُ من الحوادِث فهو حادِث. فهذه طريق هؤلاء الجهميّة أهل الكلام المُحدَث.

وأما جمهور العقلاء فيقولون: بل نحن نعلم حدوث هذه الأعيان القائمة بنفسها، لا نقول أنّه لم يحدث٨ إلا عرض؛ فإنّ هذا القول يقتضي


١ سورة الأنعام، الآيات ٩٥-٩٩.
٢ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٣ في ((خ)) : وهو الجسم. وما أُثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ وهذا أحد تعريفات الجوهر عند المتكلمين.
٥ ما بين المعقوفتين من ((م)) ، و ((ط)) . وفي ((خ)) : [وهذه الأعيان خلقت من مادّة هي أعيان] .
٦ في ((م)) ، و ((ط)) : وتلك منها.
٧ في ((خ)) : لا يخلوا. وما أُثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٨ في ((ط)) فقط: لا محدث.

<<  <  ج: ص:  >  >>