للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدلة على أن الله يحب عباده ويحبونه

قلت: قوله: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّاً} ١ فسّروها بأنّه يُحبُّهم، ويُحبِّبُهم إلى عباده٢؛ كما في الصحيحين عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى: يا جبريل إنّي أُحِبُّ فلاناً فأحبَّه، فيُحبُّهُ جبريل، ثمّ يُنادى في السماء: إنّ الله يُحِبُّ فلاناً فأحبُّوه، فيُحبُّه أهل السماء، ثمّ يُوضع له القبول في الأرض". وقال في البغض مثل ذلك٣.

وقال عبد [بن] ٤ حُميد٥: أنبأ عبيد الله بن موسى٦، عن ابن أبي


١ سورة مريم، الآية ٩٦.
٢ انظر: تفسير الطبري ١١٣٢-١٣٣. وزاد المسير ٥٢٦٦. وانظر: أيضاً مجموع الفتاوى ١٥٢٣٢.
٣ أخرجه البخاري في صحيحه ٣١١٧٥، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، و٥٢١٤٦، كتاب الأدب، باب الحبّ في الله، و٦٢٧٢١، كتاب التوحيد، باب كلام الربّ مع جبريل، ونداء الله الملائكة. - وفي كلّ هذه المواضع لم يذكر في البُغض مثل ذلك - ومسلم في صحيحه ٤٢٠٣٠، كتاب البرّ والصلة والآداب، باب إذا أحبّ الله عبداً حبّبه إلى عباده. ومالك في الموطأ ٢٩٥٣. وأحمد في المسند ٢٥١٤. - وقد ذُكر فيها في البُغض مثل ما ذُكِر في الحبّ -.
٤ في ((خ)) : ابن بإثبات ألف ابن.
٥ هو عبد بن حميد بن نصر، أبو محمد الكِسِّيّ، اسمه عبد الحميد، فخُفِّف. والكِسِّيّ نسبة إلى بلدة في ما وراء النهر، تُقارب سمرقند، يُقال لها: كِسّ. ويُقال له أيضاً: الكِشِّيّ؛ منسوب إلى كِشّ؛ قرية من قرى جرجان، وإذا أعرب كتب بالسين. ولد عبد بن حميد بعد السبعين ومائة بكِشّ، ونشأ بها، ثمّ رحل وطوّف في البلاد الإسلاميّة للسماع والتلقّي. قال عنه الذهبيّ: كان من الأئمة الثقات. وقال ابن حجر: ثقة حافظ من الحادية عشرة. مات سنة تسع وأربعين. ومن مصنفاته: التفسير، والمسند. انظر: الأنساب للسمعانيّ ١١١٠٨. وسير أعلام النبلاء ١٢٢٣٥. وتذكرة الحفّاظ ٢٥٢٤. وتقريب التهذيب ١٦٤٠.
٦ هو عبيد الله بن موسى بن أبي المختار باذام العبسي الكوفي، أبو محمد، من التاسعة. مات سنة ٢١٣ ?. انظر: الجرح والتعديل ٥٣٣٤. وميزان الاعتدال ٣١٦. وتقريب التهذيب ١٦٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>