للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: وخوارق الأنبياء يظهر مثلها على يد الساحر، والكاهن، والصالح، ولا يدل على النبوة؛ لأنه لم يدّعها. قالوا: ولو ادعى النبوة أحدٌ من أهل هذه الخوارق، مع كذبه، لم يكن بُدٌ من أنّ الله يعجزه عنها؛ فلا يخلقها على يده، أو يُقيّض له من يعارضه، فتبطل حجّته١.

مناقشة شيخ الإسلام للأشاعرة في تعريف المعجزة

وإذا قيل لهم: لم قلتم: إنّ الله لا بدّ أن يفعل هذا [أو] ٢ هذا؛ وعندكم يجوز عليه كل شيء؟ ولا يجب عليه فعل شيء؟ ولا يجب منه فعل شيء؟

قالوا: لأنّه لو لم يمنعه من ذلك، أو يعارضه بآخر، [لكان] ٣ قد أتى بمثل ما يأتي به النبيّ الصادق؛ فتبطل دلالة آيات الأنبياء٤.

فإذا قيل لهم: وعلى أصلكم يجوز أنه [يبطل] ٥ دلالتها، وعندكم يجوز عليه فعل كل شيء؟ أجابوا بالوجهين المتقدمين: إما لزوم أنه ليس بقادر، أو أنّ الدلالة [معلومة] ٦ بالاضطرار، وقد عرف ضعفهما.


١ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٤-٩٥، ١٠٠.
وقد توسّع شيخ الإسلام رحمه الله في هذه القضيّة، وناقشها في أوّل هذا الكتاب. راجع ص ٢٦٧-٢٧١.
٢ في ((م)) ، و ((ط)) : و.
٣ في ((خ)) : لكن. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٨، ١٠٥-١٠٦. والإرشاد للجويني ص ٣٢٦-٣٢٧. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٣. وشرح المقاصد للتفتازاني ٥/١٨٢. وأعلام النبوة للماوردي ص ٦٢.
٥ في ((خ)) : تبطل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>