للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا لا ضابط له؛ فإنّ ما يعجز عنه قوم دون قوم لا ينضبط. ولكنّ هذا يُفسد قول مَنْ فسّرها بخرق العادة١؛ فإن العادات تختلف.

وقد ذكروا٢ هذا، وقالوا: المعجزة عند كل قوم ما كان خرقاً لعادتهم٣. وقالوا: يُشترط أن تكون [خارقة] ٤ لعادة من دعاهم، وإن كان معتاداً لغيرهم. [وقالوا: إذا] ٥ كان المدّعي كذّاباً؛ فإن الله [يُقيّض] ٦ له من يعارضه من أهل تلك الصناعة، أو يمنعه من القدرة عليها٧.

وهذا وجه ثان يدل على فساد ما أصّلوه٨؛ هم، والمعتزلة٩.


١ وهم الأشاعرة. انظر من كتبهم: الإرشاد للجويني ص ٣٠٩. وأصول الدين لعبد القاهر البغدادي ص ١٧٠. والمواقف في علم الكلام للإيجي ص ٣٣٩.
٢ يقصد المعتزلة والأشاعرة.
٣ انظر: البيان للباقلاني ص٤٥. والإرشاد للجويني ص٣٠٩. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٠. والمواقف في علم الكلام للإيجي ص ٣٣٩. وشرح الأصول الخمسة ص ٥٧١.
٤ في ((خ)) رسمت على شكل: خانقة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ ما بين المعقوفتين ملحق في هامش ((خ)) .
٦ في ((خ)) : يقتض. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٧ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٤-٩٥، ١٠٥. وشرح الأصول الخمسة لعبد الجبار ص ٥٧٠-٥٧٢.
٨ يقصد الأشاعرة.
٩ يوضّح رحمه الله أنّ كلاً من الأشاعرة والمعتزلة أصّلوا أصلاً في إثبات النبوة؛ وهو المعجزة؛ فقالوا: "إنّ النبوة لا تثبت إلا بالمعجزة. ثمّ إنّ المعتزلة التزموا لأجل ذلك نفي الكرامات، وحقيقة السحر والكهانة لأجل أن لا يحصل التباس بينها وبين المعجزات. والأشاعرة التزموا لأجل ذلك أنّه لا فرق بين المعجزة والكرامة والسحر إلا دعوى النبوة وعدم المعارضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>