للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنس الأنبياء مميزون عن غيرهم بالآيات

وليس المقصود هنا ذكر تفضيل بعض الأنبياء على بعض، بل المقصود أنّ جنس الأنبياء متميزون عن غيرهم بالآيات، والدلائل [الدالّة] ١ على صدقهم، التي يعلم العقلاء إنّها لم توجد لغيرهم؛ [فيعلمون أنّها ليست لغيرهم] ٢؛ لا عادةً، ولا خرق عادة، بل إذا عبّر عنها بأنّها خرق عادة، وبأنّها من العجائب، فالأمر العجيب هو الخارج عن نظائره. وخارق العادة ما خرج عن الأمر المعتاد؛ [فالمراد بذلك أنّها خارجة عن الأمر المعتاد لغير الأنبياء] ٣، وأنّها من العجائب الخارجة عن النظائر، فلا يُوجد نظيرها [لغير الأنبياء. وإذا وجد نظيرها] ٤؛ سواء كان أعظم منها، أو دونها لنبيّ؛ فذلك توكيد لها أنّها من خصائص الأنبياء؛ [فإنّ الأنبياء يصدق٥ بعضهم بعضاً، فآية كلّ نبيّ آية لجميع٦ الأنبياء] ٧؛ كما أنّ آيات أتباعهم آيات لهم أيضاً. وهذا أيضاً من آيات الأنبياء، وهو تصديق بعضهم لبعض؛ فلا يُوجد من أصحاب الخوارق العجيبة التي تكون لغير الأنبياء؛ كالسحرة، والكهنة، وأهل الطبائع، والصناعات إلاّ من يخالف بعضهم بعضاً [فيما يدعو] ٨ إليه ويأمر به، ويُعادي بعضهم بعضاً. وكذلك أتباعهم إذا كانوا من أهل الاستقامة؛ فما أتى به الأول من الآيات، فهو دليلٌ على نبوّته،


١ في ((خ)) : الدلالة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٣ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٤ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٥ في ((خ)) : تصدق. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ في ((خ)) : الجميع. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٧ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٨ في ((خ)) : في ما يدعوا. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>