للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يأمر به١.

والفلاسفة من هذا الوجه أجود قولاً في الأنبياء؛ فإنّهم يشترطون في النبيّ اختصاصه بالعلم من غير تعلم، وبالقدرة على التأثير الغريب، والتخييل. ويُفرّق بين الساحر، والنبيّ: بأنّ النبيّ يقصد العدل، ويأمر به؛ بخلاف الساحر٢.

الغزالي عدل إلى طريق الفلاسفة في النبوة

ولهذا عدل الغزالي في النبوة عن طريق أولئك المتكلمين، إلى طريق الفلاسفة؛ فاستدلّ بما يفعله، ويأمر به، على نبوته٣.

وهي طريق صحيحة، لكن إنّما أثبتَ بها نبوةّ مثل نبوةّ الفلاسفة٤.


١ ولشيخ الإسلام رحمه الله كلام طيّب عن النبوّة عند الأشاعرة. فمن ذلك قوله رحمه الله عنهم: "فهؤلاء يُجوّزون بعثة كلّ مكلّف، والنبوة عندهم مجرد إعلامه بما أوحاه إليه، والرسالة مجرّد أمره بتبليغ ما أوحاه إليه. وليست النبوة عندهم صفة ثبوتية، ولا مستلزمة لصفة يختصّ بها، بل هي من الصفات الإضافية؛ كما يقولون مثل ذلك في الأحكام الشرعية.... إلخ". منهاج السنة النبوية ٢٤١٤. وانظر: الجواب الصحيح ٦٤٩٦، ٥٠٠-٥٠٤. وكتاب الصفدية ١١٤٨-١٤٩، ٢٢٥.
وانظر: موقفهم من عصمة الأنبياء في المصدر نفسه ٢٤١٤-٤١٥.
٢ انظر: كتاب الصفدية ١١٤٣.
٣ انظر: المنقذ من الضلال للغزالي ص ١٤٥-١٥٠. ومعارج القدس له ص ١٥١، ١٦٤؛ فإنه يجعل للنبوة ثلاثة خواص. وتهافت الفلاسفة له ص ١٩٢-١٩٤.
وانظر: ما نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصفهانية - ت السعوي - ٢٥١٩-٥٢٢، ٥٣٣. وما نقله - شيخ الإسلام - أيضاً عن المازري من أن كلام الغزالي يؤثر في الإيمان بالنبوة فينقص قدرها، انظر: الصفدية ١٢١١.
٤ وقد علّق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على كلام الغزالي، وبيَّن مشابهة قوله لقول الفلاسفة في حقيقة النبوّة. انظر: شرح الأصفهانية - ت السعوي - ٢٥٤٢- ٥٤٣ والصفدية ١٦ ودرء تعارض العقل والنقل ١٣٢. والرد على المنطقيين ص٥١٠. وانظر: كلام الغزالي في النبوة في طبقات الشافعية للسبكي ٤١١٠-١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>