للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقدرية١. فقيل لهم: الجهمية٢؟ فقالوا: الجهمية ليسوا من أمّة محمد٣. ولهذا ذكر أبو عبد الله بن حامد٤ عن أصحاب أحمد في الجهمية: هل هم من الثنتين وسبعين فرقة؟ وجهين٥؛ أحدهما: أنّهم ليسوا منهم؛ لخروجهم عن الإسلام.

السلف لم يذموا جنس الكلام

وطائفة تظنّ أنّ الكلام الذي ذمّه السلف: هو مطلق النظر، والاحتجاج، والمناظرة٦،


١ والمقصود بهم القدرية النفاة. وهو من ألقاب المعتزلة الذين ينفون الإرادة والقدرة عن الله ويثبتون للعبد قدرة يفعل بها ما اختار فعله. فكل إنسان عندهم يخلق فعل نفسه.
انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ص ١١٤-١١٦. والفصل لابن حزم ٣٢٢. والملل والنحل للشهرستاني ١٤٣-٤٥، ودرء تعارض العقل والنقل ٨٤٠٥.
٢ سبق التعريف بهم.
٣ سبق تخريج هذا الأثر.. انظر ص ٤٩٨ من هذا الكتاب.
٤ سبقت ترجمته.
٥ انظر ص ٦٩٤؛ فقد سبق تخريج هذا الأثر.
٦ السلف رحمهم الله انصبّ ذمّهم على الكلام الباطل؛ بسبب مخالفته للنصوص الشرعيّة.
ويزيد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا المعنى إيضاحاً؛ فيقول: "السلف رحمهم الله لم يذمّوا جنس الكلام؛ فإنّ كلّ آدميّ يتكلّم، ولا ذمّوا الاستدلال، والنظر، والجدل الذي أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، والاستدلال بما بيَّنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل ولا ذمّوا كلاماً هو حقّ، بل ذمّوا الكلام الباطل، وهو المخالف للكتاب والسنّة، وهو المخالف للعقل أيضاً، وهو الباطل، فالكلام الذي ذمّه السلف هو الكلام الباطل، وهو المخالف للشرع والعقل، ولكن كثير من الناس خفي عليه بطلان هذا الكلام".
الفرقان بين الحق والباطل لابن تيمية ص ٩٦.
وانظر: مجموع الفتاوى ٣٣٠٦-٣٠٧، ١٣١٤٧-١٤٨، ١٦٤٧٣. ودرء تعارض العقل والنقل ١١٧٨، ٢٣٢-٢٣٧، ٧١٧٠، ١٨١. والفتاوى المصرية ١١٣٦، ١٣٧، ٦٥٦٠. وجامع الرسائل ٢٣٦ رسالة في الصفات الاختيارية.

<<  <  ج: ص:  >  >>